محاضرة في مركز علوم البحار حول تحليل مرجعي لبيانات التصريف والملوحة في شط العرب (1969 – 2018)
تاريخ النشر : 2020-06-29 15:09:52
عدد المشاهدات : 420
ناقشت المحاضرة التي القاها الاستاذ الدكتور حسن خليل اهمية قياس التدفق النهري وتركيز الملوحة في شط العرب خلال الخمسين عاماً الاخيرة وما طرئ عليها من تراجع في كمية المياه العذبة التي ترد من شط العرب عبر نهر دجلة بعد انقطاع جميع الروافد الاخرى (الفرات والسويب والكارون وكرمة علي) كنا بين ان سبب تدهور نوعية المياه وارتفاع قيم الملوحة الى مستويات غير مسبوقة تجاوزت المعدل العام لسنوات الدراسة بعد العام 2000 لوجود ضغط على مياه نهر دجلة واكتمال مشاريع التخزين وتوسيع المشاريع الاروائية خصوصاً خلال الاعوام 2009 و2014 و2018 ، وبينت الدراسة ان الخصائص النوعية ستبقى ضمن المعدل الحالي بسبب الاستئثار بالحصص المائية داخل العراق وخارجه.
كما بين ان محافظة البصرة خسرت الالاف الدونمات الزراعية والمساحات الخضراء وبحيرات الاستزراع السمكي النهري بسبب شحة المياه وارتفاع ملوحتها خلال العشرين سنة الاخيرة وضعف المعالجات للحد من تلويث البيئة المائية وتناقص التصريف الواصل الى شط العرب بسبب موقعه في ذنائب الروافد المغذية له ، مما يستلزم وضع استراتيجيات لمعالجات متكاملة للمشاكل المرتبطة بالوضع المائي في محافظة البصرة.
اوصت الدراسة تقديم رأي علمي مقنع حول كيفية احتسابها حصة ماء محافظة البصرة من نهر دجلة ، وما هي آلية الاعتماد تقسيم الحصص المائية بين محافظات العراق، بل كيف تقسيم المشروعات المائية من استحداث وصيانة بين مناطق العراق وتعزيز حصة البصرة منها بشكل واقعي، كما اوصت باحتساب حصة الشركات النفط(التي تتركز في المحافظة بنسبة تفوق 70%) التي تؤخذ اكثر من ثلثي الحصة المائية في البصرة، ويجب ان تكون هذه الكمية خارج حصة محافظة البصرة اذ تستهلك عمليات حقن الابار وفصل المشتقات البترولية، واكد على اهمية تمويل السفرات العلمية لفريق بحثي مشترك من الاقسام العلمية للمركز بمشاركة الهيئات الحكومية المختلفة كديوان محافظة البصرة والمراكز البحثية ودوائر البيئة والزراعة ودائرة ماء البصرة من اجل مراقبة التصاريف ونوعية المياه وتوزيع الرسوبيات وبالاخص الملوحة في عدة مقاطع من قناة شط العرب الممتدة ما بين القرنة والفاو واختيار المناطق التي يتوقع وجود تغيرات هيدرولوجية واضحة، فضلا عن تحديث الاجهزة العلمية المستخدمة للقياس ورصد للتيار المائي او نوعية المياه والاهتمام بمراقبة سلوك الملوحة في الاعماق، كما يجب وضع حل دائمي لمشكلة الملوحة تتمثل باعتماد البصرة على مصدر للمياه العذبة من قناة البدعة + مشروع ماء البصرة (شمال البصرة) اما مياه الشرب فيجب ان تكون من مصدر تحلية مستدام (البحر) عن طريق سحب مياه منخفضة العكورة (Low turbidity ) من البحر العراقي المفتوح على الخليج العربي وسحب مياه اكثر نقاءاً لأغراض التحلية التي نقترح ان تُقام في نفس مواقع محطات الاسالة الحالية لضمان بقاء نفس خطوط الامداد لجميع مناطق البصرة، وربطها بالقنوات الداخلية(المعقل والجبيلة والرباط والخندق والعشارة والخورة) التي يجب ان تقطع عن شط العرب لأنها مصدر للتلوث الخطر حالياً وتتصل جميعها بقنة شط البصرة المخصصة للبزل.منذ انشاءها، كما يمكن اقامة محطات تحلية على طول الساحل العراقي باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة.