الماء هو اساس الحياة، وان موضوع مراقبة نوعية مياه الشرب يقع في سلم اولويات مهام وزارة البيئة وكذلك مديريات الماء والمجاري في المحافظات ،ويحضى الماء بعناية خاصة في العمل البيئي وذلك لعلاقته الوثيقة بانتشار عدد من الامراض الوبائية التي تنتقل عن طريق الفم وتناول الاطعمة والمياه الملوثة مثل التيفوئيد والكوليرا والبارتيفوئيد والنزلات المعوية وخاصة بين الأطفال وغيرها من الامراض الطفيلية والبكتيرية.
هناك اكثر من محدد اساسي ورئيسي لتحديد صلاحية المياه المجهزة للأستخدام البشري والتي لا بد من توافرها جميعا" في عينة المياه المفحوصة للحكم بصلاحيتها للاستخدام البشري:
الفحص الجرثومي (وتكمن اهميته في تحديد الصلاحية من الناحية الصحية ) .
فحص الكلورين ( وتكمن اهميته في تحديد تواجد المادة المعقمة والضرورية لحماية المياه من الملوثات الطارئة على الشبكة) .
فحص العكارة (وتكمن اهميته في تحديد سلامة التعقيم وكفاءته بالاضافة الى تحديد مدى الثقة والمقبولية من قبل المستخدمين) .
ان اي نموذج لمياه الشرب يجب ان يستوفي محددات هذه الفحوصات الثلاثة للحكم على صلاحيته ونجاحه في الاستخدام الآمن للشرب علماً ان هناك فحوصات اخرى متعددة ومتنوعة (كيمياوية، فيزياوية ...)
بينت المواصفة القياسية العراقية لمياه الشرب رقم 14/2270 لسنة 2007 والصادرة من الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية والتي تشير الى أن يكون عدد مستعمرات بكتريا القولون( ايكولاي ) وبكتريا الكوليفورم يساوي صفرا.وقد تشكلت لجنة لاعادة دراسة ادخال العدد الكلي للبكتريا بان لاتتجاوز 100 مستعمرة لكل 1 مل.ويتم فحص بكتريا السالمونيلا المسببة للتايفوئيد وفحص ضمات الكوليرا في حالة وجود وباء الكوليرا. تضمنت خطة عملي منذ سنتين بسحب نماذج مياه الاسالة من مناطق مختلفة من جميع مناطق البصرة شهريا اعتمادا على عدد المشاريع والمجمعات المائية المنتشرة فيها وفحصها في مختبرنا مختبر التقانات الاحيائية في قسم الاحياء البحرية ومن ثم دراسة النتائج وعمل البحوث حول هذه المناطق راجين الاخذ بها من قبل مديرية البيئة ومديريات الماء في المحاافظة لغرض اتخاذ الاجراءات الكفيلة لتجهيز مياه صالحة للاستهلاك البشري . هناك عدد من الأسباب والعوامل التي تؤثر في الواقع الجرثومي للمياه المجهزة أدناه نذكر اهمها :
واقع المصدر المائي وتلوثه و موقع المأخذ ومدى تأثره بالملوثات.
عدم تناسب الكفاءة الانتاجية للمشروع مع الحاجة الفعلية للسكان مما يؤدي الى تسريع التيار داخل المحطة والذي بدوره سيؤثر سلبا على عمليتي التعقيم والترسيب .
عدم صيانة مراحل المشروع مثل تنظيف احواض التجميع والترسيب وعدم غسل المرشحات او انخفاض سمك طبقة الرمل في المرشحات او الانكماش والتشقق والكرات الطينية المتكونة في جسم المرشح يساعد على دخول المياه دون ترشيح الى خزانات التجهيز لمياه الشرب وبالتالي تلوثها .
عدم اعطاء جرعة الكلور المطلوبة في خزان المياه المرشحة او عدم اعطاء وقت تماس كافي للكلور مع المياه يساهم في زيادة التلوث البكتيري.
انقطاع التيار الكهربائي يساهم في ركود المياه داخل الشبكات ودخول المياه الملوثة المحيطة الى انابيب الشبكة بسبب انخفاض الضغوط بالاضافة الى فقدان الكلور الحر المتبقي مما يجعله غير كافي لمعالجة حالات التلوث.
النظام المستعمل في العراق في الشبكات هو النظام الشجري مما يساهم في كثرة النقاط الميتة في الشبكة ويساهم ايضاً في اختلاط المياه الراكدة في النهايات الميتة مع المياه المجهزة.
ارتفاع منسوب المياه الجوفية المتأثرة بمخلفات الصرف الصحي في المدن العراقية يساهم في تلوث الشبكة.
يعتبر التجاوز على شبكة المياه من الاسباب المهمة في تلوث المياه في بعض المحافظات مثل الربط غير النظامي او كسر الأنابيب وتركيب المضخات.
رداءة بعض أنواع الشب المستعملة لترسيب المواد العالقة أو عدم فاعلية المادة المعقمة للمياه المجهزة للاستهلاك البشري.
تدني كفاءة عمل اغلب مشغلي المشاريع وجديتهم في العمل له دور اساس في كفاءة التشغيل ونوعية المياه المجهزة.
زيادة العكارة في المياه المجهزة يخفض من فعالية الكلورين على التعقيم.
لغرض الحصول على مياه مجهزة بنوعية تتناسب مع المحددات الوطنية والعالمية لمياه الشرب وبالذات المحددات البكتريولوجية لا بد من مراعاة العوامل والتوصيات التالية :
زيادة إعداد وطاقة المجمعات والمشاريع بما يضمن تغطيتها لحاجة المواطنين وفق توقعات النمو السكاني .
السيطرة على نواقل الأمراض والملوثات من خلال إصحاح الواقع البيئي لمجموع الملوثات المصرفة إلى المصدر المائي.
إدامة وتوفير الأجهزة والمستلزمات اللازمة لتحسين واقع الشبكات والمشاريع واصلاح التكسرات وازالة التجاوزات الموجوددة عليها وتوسيع خدمات الشبكة للمناطق غير المخدومة.
زيادة كفاءة وتحسين عمل محطات ومجمعات مياه الشرب من خلال استعمال المضافات ذات المواصفات الجيدة كالشب والكلور واعمال الكلورة الابتدائية واعطاء وقت مكوث ووقت تماس كافيين للمياه داخل المشروع .
تقوية نظام الرقابة الوطنية وتوسيع مجال التعاون بين الدوائر والجهات المعنية بموضوع مياه الشرب بكل شفافية ووضوح لغرض تأمين وصول مياه سليمة للمواطنين
العمل على زيادة وعي المواطنين في مجال ترشيد استخدام مياه الشرب بالشكل المناسب.
التركيز على السيطرة التامة على موضوع التعقيم (إضافة الكلورين) وكفاءة عمل المرشحات لما له من مؤشر مهم وواضح على نوعية المياه من الناحية الجرثومية.
زيادة الكفاءة الفنية والادارية للمشغلين وإدارات المشاريع عن طريق زجهم في دورات تدريبية تصب في مجال السيطرة وادارة مشاريع المياه.
اعادة العمل بنظام المياه الخام (الخابط) لاغراض السقي لما توفره من كميات هائلة من المياه المجهزة لمياه الشرب.
خلق روح التفاني والتنافس لدى مشغلي وإدارات المشاريع والمجمعات عن طريق خضوعهم لنظام مكافئات تشجيعية للمتميزين منهم وكذلك وضع نظام عقابي صارم بحق المهملين والمتقاعسين عن واجباتهم التشغيلية.
توفير الطاقة الكهربائية اللازمة العمل المشاريع والمجمعات بصورة مستمرة لاهميتها في التقليل من شحة المياه وذلك بربط هذه المشاريع على خط طوارئ الكهرباء ان وجد او توفير مولدات كهربائية بطاقات تتلائم وأحتياج المشروع مع كافة مستلزمات عملها (وقود، قطع غيار...وغيرها) لغرض سد الاحتياج من الطاقة الكهربائية.
ان تسير عمليات الامداد للمياه في كل من الحضر والريف بشكل متوازي وان كانت بنسب متفاوتة حسب الاهمية والاسبقية الا انه يجب عدم اهمال مكون ازاء الآخر لضمان تقليص الفجوة التنموية بين المكونات الاجتماعية أوعدم السماح باتساعها