بعض الكوارث البيئية : الاسباب والاثار الصحية (بقلم: ا.د. فارس جاسم محمد الامارة)
تاريخ النشر : 2018-05-21 08:08:12
عدد المشاهدات : 566
بعض الكوارث البيئية : الاسباب والاثار الصحية.
ا.د. فارس جاسم محمد الامارة
قسم الكيمياء وتلوث البيئة البحرية
تعاني البيئة بمرور الزمن من كوارث متعددة منها الطبيعية واخرى غير طبيعية وجميعها ذات تأثير مباشر او غير مباشر في صحة الكائنات الحية من نبات وحيوان وانسان. وخلال العقود الخمسة المنصرمة شهدت البيئة عدة كوارث غير طبيعية اهمها:
حادثة الضباب في لندن عام 1952. خلال شهر كانون اول 1952 , ارتفعت غيمة من الدخان الابيض الكثيف في سماء لندن واستمرت حتى شهر اذار 1953 حيث ساهمت الظروف المثالية من رياح خفيفة ومحتوى رطوبة عالي الى تكون الضباب, وكان المسبب الرئيسي لها هو الجو البارد خلال شتاء 1952-1953 والذي ادى الى زيادة استخدام الفحم للتدفئة والذي ساهم باطلاق كميات كبيرة من ثنائي اوكسيد الكبريت والذي يتحول الى ثلاثي اوكسيد الكبريت ذو اللون الابيض في الجو الرطب. ادت هذه الغيمة الى وفاة مايقارب من 12000 شخص اكثرهم من الشيوخ والاطفال والمرضى اللذين يعانون من اضطرابات في التنفس وامراض القلب.
تلوث المياه الجوفية في بنغلادش بعنصر الزرنيخ. تعاني بنغلادش من مشاكل مياه الشرب اذ يعتمد المواطنين على المياه السطحية التي تنتشر فيها الجراثيم المرضية كالكوليرا والديزنتاريا , وعندما اتجه المواطنين الى المياه الجوفية برزت مشكلة التلوث بالزرنيخ الناتج طبيعيا او بسبب استخدام المبيدات الحاوية على الزرنيخ.
حادثة الانفجار في احدى مصانع الشركات الكيمياوية في ايطاليا.عند منتصف النهار لليوم العاشر من تموز 1976 حدث انفجار في وحدة ثلاثي كلورو فينول في شركة كميا في منطقة ميدا /ايطاليا, انتشرت في الفضاء غيمة سامة تحتوي على تركيز عالي من ثلاثي كلورو دايوكسين وهو واحد من الدايوكسينات عالية السمية ادت الى تلوث منطقة مكتضة بالسكان بطول 6 كم وعرض 1 كم وفي الحال ادت الى قتل حيوانات كثيرة.
حادثة بنسلفانيا النووية 1979.عند الساعة الرابعة من صباح الثامن من اذار 1979 حدث خلل في المضخة الرئيسية لضخ المياه في نظام التبريد في احدى مفاعلات المحطة النووية في جرسيرغ /ولاية بنسلفانيا والذي ادى الى تسرب مياه التبريد وبالتالي الى اذابة لب المفاعل وتسرب بحدود 18 بليون كوري من الاشعاع لوثت المفاعل والمنطقة القريبة من المفاعل بالكامل.
حادثة بوبال في الهند عام 1984 . بعد منتصف ليلة الثالث من كانون الاول 1984 تسربت غيمة غازية سامة من مصنع المبيدات التابع لشركة يونيان كاربايد الهندية, احتوت الغيمة على 15 طن متري من مادة ايزوسيانيت المثيل وغطت مساحة اكثر من 30 ميل مربع. وفي الحال توفي مالا يقل عن 4000 شخص من سكنة المنطقة وتعرض مابين 50000 و 500000 شخص الى امراض صحية توفي على اثرها 15000 شخص خلال السنوات اللاحقة. ولايزال بحدود 100000 شخص يعانون من امراض حادة. حتى عام 2004 لازالت مشكلة التلوث قائمة وبسقوط 10 وفيات كل عام في اسوأ حادثة تلوث صناعي في الهند.
حادثة تشرنوبيل في اوكرانيا 1986 . عند السادس والعشرين من نيسان 1986 اجري فحص دوري للمفاعل 4 في محطة الطاقة النووية في تشرنوبيل التي تبعد 80 ميل عن كييف. تفرز الفحص عن الحاجة الى اغلاق جزء من نظام الامان بسبب وجود اخطاء في تصميم المفاعل وتحكم الاعاملين في المحطة ادت الى تبخر وغليان لمياه التبريد وارتفعت حرارة المفاعل الى 10 اضعاف حيث بلغت الحرارة 2000 درجة مئوية انصهرت عندها اقطاب الوقود وتبخر اضافي في المياه ادت الى تمزق انابيب المياه وتسرب كميات كبيرة من البخار حصل معها انفجار ضخم ساهم في خلع سطح البناية مخلفا حريق كبير ومكونا لغيمة محتوية على 185 – 250 مليون كوري من المواد المشعة.
حادثة تحطم ناقلة النفط الامريكية اكسون فالديز عام 1989. انطلقت ناقلة النفط العملاقة اكسون فالديز من منصة تحميل النفط فالديز في الاسكا مبحرة خلال مضيق الامير وليام بقيادة القبطان جوزيف هاسلوود الذي اخبر حرس السواحل بتغيير خط السير لتحاشي الارتطام بالشعاب المرجانية. وخلال تغيير مسار الناقلة لم يستطع القبطان من تحاشي الارتطام باحدى الشعاب المرجانية وادت الى تسرب 41000 الى 132000 متر مربع من النفط الخام غطت مايقارب من 1900 كم من الساحل مؤدية الى وفاة 250000 من الطيور البحرية و2800 من السلاحف البحرية و 250 من النسور و22 من الحيتان القاتلة.
حادثة التلوث بمادة السيانيد في منجم للذهب في رومانيا عام 2000 . في رومانيا وفي مناجم الذهب يستخدم العمال ايون السيانيد لتنقية الذهب من الصخور . عند الساعة العاشرة مساء يوم الثلاثين من كانون ثاني 2000 كانت كمية السيانيد زائدة عن الحدود المطلوبة وانطلقن نحو النهر الرئيسي في المنطقة ومنه الى نهر تيزا حيث وصل الى السد الذي يحيط بالمدينة. ادت هذه الحالة الى انطلاق بحدود 100000متر .مكعب من المياه بتراكيز عالية من السيانيد مع وجود تراكيز عالية من النحاس فاق حدود التلوث بحدود 40-160 مرة ةالخارصين بتركيز ضعف القيمة القياسية ورصاص بحدود 5-9 مرات ضعف الحدود المسموح بها. وكل هذه العناصر هي عوامل تلوث قسوى تؤدي الى وفيات وامراض صحية متنوعة