تعتبر اشجار المنغروف احدى اهم العوامل التي تحافظ على استقرار السواحل وحمايتها من التعريه التي تسببها الرياح القوية والامواج والفيضانات، كما انها تعمل على تثبيت التربة بواسطة جذورها الكثيره. كذلك فانها تساعد على الحفاظ على نقاء المياه بعملها كمرشحات لابعاد المواد العالقه وبعض الملوثات. أشجار المانجروف، هي مجموعة من النباتات الملحيه الفريده والنموذجيه حيث تمثل نمطًا خاصًا من الأشجار وهي دائمة الخضرة تنمو في المناطق الاستوائيه وشبه الاستوائية وبين منطقتي المد والجزر وفي نظم مائية مالحة أو قليلة الملوحة.
تتضمن اشجار المانجروف حوالي ١٦ جنسا و ٥٥ نوعا تنتمي الى 11 فصيله نباتيه متنوعه وكثيرًا ما تتشابه في صفاتها الفيسيولوجيه والاحتياجات البيئيه وتختلف اشكالها تبعًا لدرجات الحراره ونسبة الرطوبه ونوع التربه ودرجة الملوحه التي توجد فيها.
ولايقتصر دور اشجار المنغروف على الفوائد اعلاه بل يتعداه الى تكوينها لبيئة مناسبة لتكاثر الروبيان والقشريات والنواعم والاسماك وهي بذلك تسهم في خلق تنوع احيائي قد لاتوفره اي بيئة منكشفة اخرى في الحفاظ على الانواع المهدده.
اما من الناحية الاقتصادية فانها تشكل مصدراً متجدداً للخشب الذي يقاوم المياه والعوامل الجوية ولطالما استخدم في العديد من الدول لبناء المنازل والقوارب والاثاث المنزلي. وبجانب هذه الاستخدامات فهناك انواع يصلح خشبها لانتاج الفحم، وتستخدم اوراقها في مجالات عدة كالادوية والاعلاف وغيرها. اما ازهارها فيستفيد منها مربو النحل لما تحتويه من مواد سكرية.
عند نمو اشجار المنغروف فانها تشكل غابات كثيفة تشجع الطيور على بناء اعشاشها فوقها. وتزرع هذه الاشجار غالبا في المناطق المدية وتغطى جذورها في الماء اما كليا او جزئيا عند صعود مستوى الماء في حالة المد. وبالامكان زراعة هذه الاشجار في السواحل الطينية الرخوه، وحتى تلك التي لاتصلح لنمو اي نبات اخر وذلك لقدرة هذه الاشجار على انتاج جذور هوائية كثيفة للحصول على الاوكسجين. هناك عدة انواع من اشجار المنغروف مثل الحمراء والسوداء وغيرها والمطلوب اختيار النوع المناسب لبيئة خور الزبير والمناطق المحيطة. يشار الى ان اشجار المنغروف تستزرع حاليا في بعض دول الخليج مثل الكويت والامارات العربية المتحدة لملائمة بيئتها لنمو هذه الاشجار.