الشعاب المرجانية Coral Reef

هناء حسين محمد
مركز علوم البحار – قسم التطور الاحيائي
 
المرجان لفظ عربي سبق ذكره في القرآن الكريم، في آيتين من سورة الرحمن، الآية 22: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان، والآية 58: كأنهن الياقوت والمرجان.
وقد عرًفه العالم العربي الجواهري بقوله : والمرجان متوسط بين عالمي النبات والجماد، فهو يشبه الجماد بتحجره ويشبه النبات بكونه أشجار ثابته في قعر البحر ذوات عروق واغصان متشعبة قائمة.
تصنيف المرجان
ينتمي المرجان الى المملكة الحيوانية، وهو من الاحياء اللافقرية حيث يعود الى صنف الانثوزوا  Class Anthozoa أحد اصناف شعبة اللاسعاتPhylum Cnidaria .
 
ماهو المرجان..؟
يعتبر المرجان من الثروات المهمة في البيئة البحرية وأشهر الاحجار الكريمة الثمينه ومن المواد القديمة المعروفة والتي تدخل في صناعة الحلي والتحفيات، بالرغم من انه لايعتبر من المعادن، بل يعد من المواد الحيوانية العضوية. ويدخل في تركيبه كاربونات الكالسيوم او حجر الكلس.
 
معظم المرجان يتواجد على هيئة مستعمرات ويكوَن مايسمى بالبوليبات Polyps التي بدورها تنمو وتتبرعم لتكوَن بوليبات جديدة، وحينما يموت البوليب المرجاني يترك وراءه هيكله الخارجي الذي يكون اساساً لبوليب آخر يبني فوقه هيكله الخاص به وبالتالي تتكون الشعاب المرجانية من طبقات عديده من هياكل البوليبات الميته تغطيها طبقة رقيقة من البوليبات الحيه.
وتختلف الشعاب المرجانية في سرعة نموها، فنجد ان بعض الأنواع ينمو بمعدل 5-25 ملم في السنه، في حين قد يصل معدل النمو في أنواع أخرى الى 20 سم في السنه.
ألوان المرجان:
تتدرج ألوان المرجان من اللون الأبيض الى اللون الوردي والاحمر الداكن، كما يوجد المرجان باللون الأسود، وان اللون الوردي والاحمر القاني هما من اكثر الألوان شيوعاُ واقبالاً، وان الاحمر الدموي هو من اندر أنواع المرجان.
 
بيئة المرجان:
يعيش حيوان المرجان في المياه البحرية الدافئة النظيفة (تتراوح درجات الحرارة بين 25 و35 م˚) وتتمركز مناطقه حول خط الاستواء وعلى أعماق لاتزيد عن 20 م، حيث يصلها ضوءاً كافياً لنمو الطحالب التي تشكل الغذاء الأساسي لصغار المرجان. وتقع اكبر وأشهر الشعاب المرجانية وأكثرها جمالاً، في غرب المحيط الهادي تليها شعاب المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي ثم شرق المحيط الهادي.
 
الحيد المرجاني في المياه البحرية العراقية
يعد اكتشاف الشعاب المرجانية في المياه البحرية العراقية حدثاً  جديدا في عام 2012  وهي تغطي مساحة 28 كم2تقريباً في الطرف الجنوبي من خور العمية، وعلى أعماق تتراوح بين 7-20 متر.  بالرغم من ان الظروف البيئية لتلك المنطقة تختلف تماماً للظروف المثالية التي يعيش فيها المرجان في مناطق العالم الاخرى، حيث ان الشعاب المرجانية في هذه المنطقة تعيش في اقصى مديات التحمل البيئي من تغيرات درجات الحرارة، والعكورة فضلاً عن انواع التلوث المختلفة والمتزايدة.
ان نوع المرجان السائد لهذه المجتمعات المرجانية المكتشفة هو Scleractinians.
 
أهمية الشعاب المرجانية:
تلعب الشعاب المرجانية دوراً مهماً في حياة الانسان، حيث تزودنا بمصادر أساسية من الغذاء بما توفره من أنواع كثيرة من الأسماك والحيوانات الأخرى فهي تمثل بيئة لتكاثر وتربية وتغذية كثير من الأسماك والأحياء المائية المختلفة وبهذا فإنها تمثل رافدا أساسيا للثروة السمكية من خلال تزويدها للمناطق المجاورة بصغار الأسماك والأحياء البحرية وبهذا فإنها تدعم المخزون السمكي الذي تقع فيه∙وبهذا تلعب الشعاب المرجانية دوراً هاما في دعم بقاء العديد من الاشكال الحياتية، لأنها تزخر بأكبر تنوع حيوي في الأنظمة البحرية ككل.
توفر الشعاب حاجزاً ضد الأمواج، فهي تحمي السواحل الرملية التي قد تتعرض للتآكل خلال العواصف، يقوم التركيب الكلسي لمستعمرات الشعاب المرجانية بتزويد السواحل بالأتربة وذلك عند تكسره. كذلك يوفر بيئة مناسبة لنمو الحشائش البحرية Seagrass والتي تقع خلفها باتجاه اليابسة، كذلك يقلل هذا النظام البيئي من حركة المياه ويتصدي للزوابع والعواصف البحرية العاتية وبالتالي فأنة يوفر بيئة هادئة محمية لنمو أشجار المانجروف  .
وللشعاب المرجانية قيمة جمالية منقطعة النظير ويشهد على ذلك مراكز الغوص والسياحة المنتشرة في أنحاء العالم والأفواج الهائلة من السواح الذين يجوبون البحار طلبا للمتعة بمشاهدة الشعاب المرجانية وألوانها الزاهية.
ان ميزة الصلابة والمسامية التي يتصف بها المرجان يجعل منه مادة ممكنة لتخليق عظام صناعية وخلال شهور يمكنه التحول الى نسيج عظمي خاصةً أذا تخلل أنسجته مقاطع طبيعية من الانسجة العظمية للشخص المصاب.
 
التهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية
تُعدُّ الشعاب المرجانية في الشرق الأوسط النموذجَ المثالي للتكيّف مع الأوساط البيئية المتطرفة. وعلى الرغم من أن الأبحاث التي تدرس طرق بقائها ما زالت تحبو، إلا أن النتائج تتراوح بين الواعدة والمذهلة.
تتعرض الشعاب المرجانية في العالم حاليًّا لابيضاض شامل شديد، والسبب هو إل نينيو، الظاهرة التي تؤدي إلى رفع درجة حرارة المحيطات في العالم، مسبِّبةً كارثة للحياة البحرية. فآثارها الوخيمة على الشعاب المرجانية تُرغم الحيوانات البحرية والطحالب التي تمنحها ألوانها النابضة بالحياة على الابتعاد، وبذلك تنقطع علاقة تكافلية أساسية لبقاء الشعاب المرجانية؛ مما يجعلها تذوي وتموت في نهاية المطاف.
أدت آخر ظاهرة إل نينيو، خلال 1997- 1998، إلى إبادة نحو سدس جميع المستعمرات المرجانية في جميع أنحاء العالم.
عند محو مجموعات الشعاب المرجانية، تسبِّب هذه المرحلة اضطرابًا في الدورات الغذائية لهذه النظم الإيكولوجية وثيقة التواصل. من التأثيرات الجانبية الأخرى تجويع أنواع الأسماك المختلفة في المناطق المائية الأكثر تأثرًا بظاهرة إل نينيو، المتوقع استمرارها بضعةَ أشهر. وعلى الرغم من أن الظاهرة تضرب الشعاب المرجانية في المحيط الهادي، والهندي والأطلسي، إلا أن تأثيراتها ستمتدُّ إلى الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
 
المصادر
Pohl,  Th.; Al-Muqdadi ,  S. W.; Ali,  M. H.; Al-Mudaffar, N. F.; Ehrlich,  H.
& Merkel,  B.Discovery of a living coral reef in thecoastal waters of Iraq. Scientific Report, 4 : 4250. SREP-13-04457.3d
 
http://kenanaonline.com/users/CoraReefs/posts/240259
 
http://www.talalzari.com/articles-action-show-id-303.htm
 
http://www.natureasia.com/ar/nmiddleeast/article/10.1038/nmiddleeast.2015.224