يعود تاريخ أول كتابات موثقه حول وجود الارتيميا قي العالم الى عام 1755 عندما جمعت عينات من البرك المالحة القريبه من لمينكتون (Lymington) في مدينه لندن من قبل Schlosser. وعلى إيه حال، كان هذا الحيوان المتغذي بالترشيح معروفاً منذ زمن بعيد لدى المجتمعات الوثنية على أنه أفضل منتج للملح في البرك المالحة وقد أطلق عليه في ذلك الوقت أسم شعبي هو دودة الممالح (brine worm). اما في العراق فأن اول تسجيل لروبيان الممالح كان عام 1921 من قبل العالم Gurney.
يقطن روبيان الممالح الارتيميا Artemia، (الكائن القشري الفريد من نوعه في المملكة الحيوانية)، حوالي 600 بيئة طبيعية وصناعية ذات ملوحة عالية في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في جميع قارات العالم عدا القارة القطبية، ويتواجد في البيئات المائية المالحة الداخلية والساحلية وكذلك البحيرات ذات الملوحة المفرطة التي تفوق ملوحة ماء البحر بعدة مرات أي ما بين 80 الى 220 غرام / لتر حسب النوع أو السلالة ولكن لا يمكنها العيش والبقاء ولو لمدة 1 - 2 يوم في بيئة تصل ملوحتها إلى 340 غرام / لتر.
تتوزع الأرتيميا توزيعاً جغرافياً متنوعاً وتقطن البيئات المالحة وشديدة الملوحة، الساحلية thalassohaline والداخلية athalassohaline، اذ ان thalassohaline تعني البيئات القريبة من السواحل والتي نتجت من تبخر مياه البحر خلال موسم الجفاف وتدعى مياهها الكلوريدية أي يغلب عليها ملح كلوريد الصوديوم، بينما athalassohaline فتعني البيئات الداخلية التي تقطنها الارتيميا وصنفت طبقاً الى تركيبتها الآيونية التي تختلف كثيراً عن تركيبة مياه البحر الطبيعية فمنها المياه الكبريتية كما في بحيـــــرة Chaplin lake الكندية ومنها مياه ذات تركيز عالِ من أملاح الكاربونات كما هو حال بحيرة مونو الأمريكية Mono lake، ومياه غنية بأملاح البوتاسيوم كالعديد من مسطحات ولاية Nebraska الأمريكية.
تتغذى الارتيميا بآلية بدائية مستخدماً عملية ترشيح الدقائق العالقة في الماء وكما هو الحال في لافقريات أخرى كالدولابيات ومتفرعة اللوامس، ومن دون أختيار لنوعية الدقائق المبتلعة، ولكن أقصى حجم لدقائق الغذاء التي يمكن أن تبتلعها يرقات وبالغات الأرتيميا لا تزال غير محددة بالضبط، إلا أن قطر دقيقة الغذاء يكون بين 1-70 مايكرون.
يوجد جنسان من روبيان الممالح الارتيميا ينتشران بصورة منفصلة احدهما عن الاخرArtemia وartemia Paraيتشابهان بيئياً وفسلجياً. كما ان هناك أكثر من 50 سلالة ارتيميا معروفة في العالم تختلف فيما بينها في استراتيجية التكاثر اذ تكون بعض هذه السلالات عذرية التكاثر (أناث فقط) وتكون الذكور نادرة جداً، لكن معظمها ثنائية الجنس (ذكر وأنثى). بقيت الارتيميا لعدة سنوات تعرف على أنها نوع ثنائي الجنس فقط، لكن لاحظ Joly عام 1840 بأن الأرتيميا التي تعيش في فرنسا عذرية التكاثر.
قسمت الأنواع ثنائية الجنس إلى مجموعتين الأولى تمثل أنواع العالم الجديدNew World species ويرمز لها بـ (NW) وتشمل:-
1- Artemia franciscana يوجد هذا النوع في شمال وجنوب ووسط أمريكا كما انه بدأ يغزو معظم أنحاء العالم بسبب استخدامه كغذاء في الاستزراع المائي.
2-A. persimilis ، يوجد هذا النوع في الأرجنتين فقط.
3- A. monica Verrill, ويوجد هذا النوع في بحيرة مونو الاميركية Mono lake
أما المجموعة الثانية فتمثل أنواع العالم القديم Old World species ويرمز لها (OW) وتشمل:-
1- A. salina Leach, يوجد هذا النوع في أوربا وحوض البحر المتوسط والمناطق المجاورة له.
2- A. urmiana , ويوجد في بحيرة أروميا في إيران.
3- A. sinica , ويوجد في الصين والبلدان المجاورة له.
4- Artemia sp. , يوجد هذا النوع في كازاخستان.
5- A. tibetiana, وهو محدود التواجد في هضبة التبت.
الجماعات عذرية التكاثر وضعت ضمن تسمية واحدة هي A.parthenogenetica
ويمكن تمييز الذكر عن الأنثى ببساطة من خلال امتلاكه اللامس الثاني (Antenna) الذي يكون بشكل ماسك كلابي في منطقة الرأس يستخدمه الذكر للامساك بالأنثى أثناء عملية التزاوج التي تدوم من عدة ساعات لعدة أيام لحين إتمام تلقيح الأنثى وإخصاب البيض، وتكون عملية انتاج البيض المكيس الذي يعد بمثابة أجنة محفوظة داخل قشرة والذي يطلق منه أحياناً 100 بيضة مكيسة كل أربعة أيام، وهذا البيض يمكن خزنه لمدة 15 سنة ثم تفقيسه.
يكون انتشار الأرتيميا عادة عن طريقين: الأول بشكل طبيعي ويعتمد بالدرجة الأساس على البيض المكيس (Cysts) المنتقل أما بواسطة الطيور المائية إذ يعلق بأقدامها وريشها أو يخرج مع برازها أو حتى بوساطة الرياح أحياناً لصغر حجمها وخفة وزنها، والطريق الآخر يكون الإنسان مسؤولاً عنه من خلال نقلات مدروسة كما في A.franciscana التي نقلت لأغراض الاستزراع أما لإنتاج الكتلة الحية أو لجمع بيض مكيس من أجل استخدامه في مفاقس الأحياء المائية.
تُعدُّ يرقات الأرتيميا إضافة إلى البالغات أفضل غذاء وذلك لأمتلاكها مستويات من البروتين والأحماض الدهنية غير المشبعة والطاقة أعلى بكثير من الأغذية المستخدمة في المزارع المائية كالدولابيات والطحالب وقد ازداد أستخدام الأرتيميا في الأستزراع المائي بشكل كبير لدرجة أنها عُدت ليس الغذاء الأفضل فقط بل أنها في معظم الحالات المصدر الوحيد المتوفر كغذاء طبيعي للمراحل اليرقية للأنواع المستزرعة كما يمكن استخدامها في نقل مركبات معدنية كالهرمونات والأحماض الدهنية والفيتامينات التي من الصعب تقديمها ليرقات المفترسات بطرق اخرى.